تعرض مرفأ اللاذقية السوري إلى هجمات جوية إسرائيلية خلال الساعات الماضية ضمن عدة عمليات ينفذها الجيش الإسرائيلي في مواقع سورية بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وبحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان على موقعه الإلكتروني يوم الثلاثاء العاشر من ديسمبر/ كانون الأول، استهدفت إسرائيل في اللاذقية منشأة دفاع جوي قرب ميناء اللاذقية على الساحل السوري وطالت الأضرار سفن للبحرية السورية.
🟥 ميناء اللاذقية السوري يتعرض لقصف جوي.. وأنباء عن استهداف إسرائيل لمنشأة دفاع جوي بالقرب من الميناء pic.twitter.com/NLmXn2h45j
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) December 10, 2024
ولمرفأ اللاذقية أهمية اقتصادية وتاريخية كبيرة للدولة السورية، فهو يعد من أقدم المرافئ التي تأسست على شاطئ البحر المتوسط، ويؤدي دوراً مهماً في دخول البضائع المستوردة إلى سوريا.
أهم المعلومات عن مرفأ اللاذقية
الأهمية التاريخية للمرفأ
يعتبر مرفأ اللاذقية من أقدم المرافئ على شاطئ البحر المتوسط أنشأه الفينيقيون منذ 25 قرناً، وبنيت مدينة اللاذقية بعده في عهد اليونايين والتي أسموها لاواديسا وبسطوا سيطرتهم على منفذها البحري المهم، بحسب الموقع الإلكتروني لوزارة النقل السورية.
لكن المرفأ ظل حتى العام 1925 عبارة عن حوض طبيعي بدون أرصفة بعمق مياه لا يتجاوز 4.5 متر، وكان مفتوحاً على البحر من جهة الغرب بواسطة مضيق لا يتجاوز عرضه 100 متر تدخل المراكب عن طريقه لحمايتها من العواصف والأنواء أو من أجل تفريغ أو شحن الحمولة التي تنقلها من البضائع و السلع.
تم إنشاء الرصيف الشمالي للمرفأ في العام 1931، وتلاه الرصيف الجنوبي، ثم تم العمل على توسيعه عبر مرحلتين: المرحلة الأولى بين (1954-1958) والمرحلة الثانية بين (1974-1985) إلى أن وصل إلى وضعه الحالي.
من يدير المرفأ وما أهم خدماته؟
في فبراير/ شباط 1950 تأسست شركة مرفأ اللاذقية (كقطاع مشترك يتبع وزارة الاقتصاد)، وأوكل إليها إنشاء واستثمار المرفأ البحري في اللاذقية، ثم انتقلت تبعيتها إلى وزارة النقل السورية في العام 1974 وتحولت إلى شركة عامة (قطاع عام) بموجب القانون 17 لعام 1982.
وتشرف الشركة العامة لمرفأ اللاذقية حالياً على إدارة الميناء، وهي مؤسسة ذات طابع اقتصادي تمتلك قدراً جيداً من الاستقلالية، بحسب الموقع الإلكتروني للشركة.
ويتثمل النشاط الأساسي الذي يمارسه المرفأ في استقبال سفن البضائع والقيام بعمليات الشحن والتفريغ وتخزين البضائع وما يتفرع عنها من خدمات مثل الرسو والتلبيس والإرشاد والقطر، وذلك بالنسبة لمختلف أنواع البضائع من بضائع فرط وبضائع حاويات وفق طاقته الاستعابية.
كما يوفر المرفأ مجموعة من الخدمات الأخرى من بينها تزويد السفن بالمياه العذبة، ووجود ورشة لصيانة وإصلاح القاطرات البحرية، إلى جانب استقبال سفن الركاب المختلفة وتقديم الخدمات اللازمة للمسافرين.
يقدم المرفأ أيضاً خدمة إجراء التحاليل اللازمة للبضائع التي تحتاج لذلك، وذلك بعد إنشاء مبنى المخبر المركزي في مرفأ اللاذقية، وتأمين التجهيزات المخبرية اللازمة لإجراء كافة التحاليل المطلوبة على عينات البضائع.
اقرأ أيضاً: حلب تحت النار.. عاصمة الثقافة والتاريخ وسط الدمار
مرافق مرفأ اللاذقية
تم إنشاء مرفأ اللاذقية البحري الحالي عبر مرحلتين: المرحلة الأولى كانت خلال الفترة من 1954 إلى 1958، والثانية بين (1974-1985) إلى أن وصل لوضعه الحالي، وأصبح يمتلك عدداً من المرافق والبنى التحتية البحرية المهمة في سوريا.
من بين تلك المرافق امتلاك 15 رصيفاً بطول 3200 متر بغاطس يتراوح بين ثمانية أمتار و13.3 متر لاستقبال سفن الحاويات والرورو والبضائع العامة والدوكمة والبضائع السائلة وسفن الركاب. بالإضافة إلى حوض مائي للمرفأ بمساحة 135 هكتاراً محمي عن طريق حاجز أمواج رئيسي بطول 3166 متر وحماية شاطئية بطول 1500 متر.
وتصل المساحة البرية للمرفأ إلى 150 هكتاراً منها 12.5 هكتار مستودعات مغلقة، إلى جانب وجود صومعة حبوب سعتها 35 ألف طن، ومستودع تبريد سعته 1500 طن.
يلحق بالمرفأ محطة حاويات اللاذقية في الجهة الشمالية منه وتضم أربع أرصفة بطول 800 متر وعمق بين 11.8 و13.3 متر، وخلفها مساحة برية بحدود 66 هكتاراً، وتدير المحطة شركة محطة حاويات اللاذقية الدولية وفق مبدأ المشاركة بالإيرادات والتي بدأت عملها في سبتمبر/ أيلول 2009.
وبحسب الموقع الإلكتروني لاتحاد الموانئ البحرية العربية، يملك المرفأ ساحة للبضائع العامة بمساحة 185 ألف متر مربع، إلى جانب ساحة للبضائع الخطرة بمساحة 11.5 ألف متر مربع، إلى جانب ساحات خلفية لأغراض مختلفة بمساحة 820 ألف متر مربع.
أيضاً يخدم على المرفأ شبكة سكك حديدية يصل طولها إلى 34 كيلومتراً، بما كل أنحاء المنطقة المرفئية تحت تغطيتها. إلى جانب امتلاك المرفأ العديد من الآليات البحرية كاقواطر والرافعات العائمة وزوارق الغطس والإرشاد والمواصلات، إلى جانب العديد من الآليات البرية كروافع الرصيف الكهربائية والروافع البرية والناقلات الشوكية والحاضنات والستافات والشاحنات ومفرغات الحبوب وأربع روافع غانتري كرين لتناول الحاويات، وأربع روافع هاربر موبايل كرين.
اقرأ أيضاً: المعارضة السورية على أسوار حمص.. ما الأهمية الاستراتيجية للمدينة الأكبر؟
أهم الأبنية الخدمية التي يتضمنها مرفأ اللاذقية
يتضمن مرفأ اللاذقية عدداً من المباني منها صالة الركاب، وصالة لتخليص البضائع (النافذة الواحدة)، ومبنى للخدمات الطبية، مجمعاً عمالياً، بالإضافة إلى مبنى للدفاع المدني ويتضمن قسمي الإسعاف والإطفاء، ومدرسة للنقل البحري، ومجمعين مجهزين بورشات كاملة لصيانة وإصلاح الآليات، إلى جانب المخبر المركزي.
وصلت إيرادات الشركة العامة لمرفأ اللاذقية في العام 2019 إلى أكثر من 21 مليار ليرة سورية، فيما تجاوزت الأرباح 18.5 مليار ليرة سورية، مع نفقات بلغت نحو 2.350 مليار ليرة.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي